الشيخ أحمد تركي يكتب عن.. رسالة الشخصية الفضولية والتحول الخطير

الفضول شيء خلقه الله فى الإنسان بقصد المعرفة الإيجابية فيما ينفعه وينفع البشرية !!

فالفيلسوف بدافع الفضول ومتعته اندمج فى الفكر والبحث بهدف الوصول إلى حقائق الكون والنفس حتى أخرج لنا هذا العلم العميق فى فهم الذات والكون.

والعالم بدافع الفضول ومتعته ترهبن فى المعامل التجريبية حتى يصل إلى نظريات وحقائق تتحول إلى تكنولوجيا ورفاهية وآلات جبارة فى خدمة الإنسان.

والصوفى بدافع الفضول ومتعته ، ذاب فى البحث عن كيفية الوصول إلى الإحسان ، والمقامات الإيمانية ، ومتعة الروح ، والأنس بالله ، الأسرار الإلهية بين العبد وربه ،،،،

#باتت الشخصية المعاصرة ( تحديداً الشخصية العربية – والمصرية ) توجه فضولها تجاه الأشخاص وخصوصياتهم برزالة !! ( فلان ماذا فعل وكيف تزوج ؟ ولماذا طلق امرأته ؟ فلان ترك وظيفته !! فلان تولى منصباً ،، فلان رقص فى حفلة التخرج !! ) الخ.

وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعى ( وسائل نشر الفضائح وكشف خصوصيات الناس ) وهذا من أخطر الحروب الناعمة لضمان ترسيخ التخلف فى المجتمع وإذابة الهوية الاخلاقية والمجتمعية والوطنية.

وأصبح المجتمع يشتبك مع بعضه حول التدخل فى الخصوصيات ،،،التى تبعث على الحسد والأحقاد ،، وعلى مدار السنوات الماضية رصدت هذه الظاهرة ( أكثر من 90 فى المائة من المشكلات التى تعرض على ّ بسبب انتهاك الخصوصيات داخل العائلات او المجتمع )

#ما الذى حدث للمصريين ؟
لقد كان الناس فى القرن الماضى ،، كل يهتم بمصلحته وإنتاجه ويوجه فضوله واهتمامه إلى عمله والاهتمام بعائلته ؟ الفلاح فى حقله ، والصانع فى مصنعه ، واصحاب المهن كل فى عمله ؟ الخ.

لماذا تحولت بؤرة الاهتمام والفضول للعقل الجمعى إلى التفاهة وترك المصالح المرسلة ؟

#واسمحوا لى أن أسأل أسئلة غير بريئة ؟

1- لماذا مصر فقط بلد الأزهر قبلة العلم الدينى فى العالم غُرس فيها جماعات دينية ؟
بدأت بالجمعية الشرعية عام 1912 ومروراً بجماعة الإخوان عام 1928 ثم بالجماعات العنيفة فضلاً عن الجماعات السلفية التى تهتم بالفروع اكثر من الأصول والمظهر أكثر من الجوهر ؟ بدعوى تعليم الناس دينهم ؟!
2- لماذا فى مصر دون غيرها ظهر فى أواخر تسعينيات القرن الماضى وعاظ على علاقة بجامعة ويلز ومؤسسة راند ومؤسسة تونى بلير بدعوى تجديد الخطاب الدينى ( والحديث بنعومة لتوجيه التدين حول فروع الفروع واستهداف الأثرياء دون غيرهم ؟ وظهورهم فى صورة نجوم لهم معجبين وليس قدوات لهم تلامذة كما المتبع فى ساحة الدعوة والعلم ؟ ولماذا لم يظهروا فى اى دولة عربية أو إسلامية أخرى ؟

3- لماذا فى مصر وحدها وهى بلد تلاوة القرآن الكريم خلال 1400 سنة بلا منازع وعلمت العالم كله تلاوة القرآن بضوابط المدرسة المصرية ،، لماذا دون غيرها ظهر بعض القراء للقرآن الكربم المتجاوزين لحدود ضوابط القراءة وأصبح لهم ألتراس وأتباع كما النجوم متسببين لفوضى فى هذا المجال ؟

4- لماذا فى مصر وحدها ظهر تحول خطير فى الساحة الفنية ببروز أغانى المهرجانات التى تحتوى على القبح والبلطجة والقذارة وسوء الخلق ؟ فضلاً عن ظهور أفلام ومسلسلات تستهدف الغرائز وإثارتها وتوطين البلطجة والفحشاء واظهار بعض البلطجية على انهم قدوات للشباب ؟
وقد كان قبل ذلك هناك أعمال فنية سامية وعظيمة تعكس الرسالة الإنسانية فى دعم القيم والهوية المصرية كما نعلم جميعاً !!
وأثمن بالطبع وجود امتداد لهذه الأعمال كما المسلسلات الوطنية التى تبرز الوعى فى صور دراما خلال السنوات الماضية
الخ الخ الخ.

#هل هناك استهداف خفى وناعم لمصر فى هويتها حتى يتحول الفضول والاهتمام والعقل نحو التفاهة وترك التقدم العلمى ؟ وخلق فوضى مجتمعية على المدى البعيد ؟

وهل نحن قادرون على مواجهة هذا الاستهداف ؟ بإجراءات وبرامج ينفذها العقل المصرى الجبار الذى لا يُهزم ( أهل الخبرة ) ؟

#نعم قادرون بإذن الله وهذه صرخة لإرجاع الأمور إلى نصابها ،،،

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*